- -

القائمة الرئيسية

الصفحات

تنويه : هذا الموقع هو موقع ديني في مجمله يقدم أبحاث ذات محتوى ديني عن نسل إبراهيم، يعبر فقط عن وجهة نظر الكاتب كباحث ومفكر إسلامي ولا يُعبر بالضرورة عما توصل له العلم الشرعي، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر نســل إبراهيم = ( فرع إسـحاق + فرع إسماعيل ) ----------- مدير الموقع : رمضان مطاوع 
بسم الله الرحمن الرحيم

 يقدم موقع نسل إبراهيم في هذا البحث محتوى ديني مبسط عن : العهد المقدس في العقل , يتضمن إجابة في الصميم على أي سؤال يُطرح حول الموضوع


العهد المقدس في العقل!

holy covenant in the mind

مقدمة

بســـــم الله الرحمن الرحيم
في البداية : بإذن الله تعالى وتوفيقه يقدم موقع نسل إبراهيم في هذا البحث محتوى مبسط يتضمن الإجابة على السؤال المطروح عنوان البحث وهو : ما هو العهد في الفكر البشري؟ , والله ولي التوفيق

العهد المقدس في العقل!
العهد المقدس في العقل!


1- العهد في الفكر البشري ( العبري )

أ - العبري اليهودي :

اليـــــهود يقولون أن معنى لفظ العهد الجديد الوارد في نص إرميا 31-31 معناه كتاب عهد مقدس جديد يعني (كتاب شريعة مقدسة جديدة) وليس دم عهد مقدس جديد (شعيرة شريعة مقدسة جديدة) , وأن كتاب العهد المقدس الجديد (كتاب الشريعة المقدسة الجديد) هو كتاب التلمود! , ويقولون أن التجديد حصل في كتاب العهد المقدس (كتاب الشريعة المقدسة) وليس في دم العهد المقدس (شعيرة الشريعة المقدسة) , يعني بدلاً من كتاب العهد القديم (كتاب التوراة) جاء كتاب العهد الجديد (كتاب التلمود)! , وبدون كتاب التلمود لا معنى لكتاب التوراة! , فالعهد الجديد في زعمهم هو كتاب التلمود الذي حل محل العهد القديم كتاب التوراة!
يقولون أن الكتاب العبري يقول أن :
العهد القديم : هو التوراة
العهد الجديد : هو التلمود!

ب- العبري المسيحي :

النصارى يقولون أن معنى لفظ العهد الجديد الوارد في نص إرميا 31-31 معناه دم عهـد مقدس جديد يعني (شعيرة شريعة مقدسـة جديدة) وليس عهـد مقدس جديد (شـريعة مقدسة جديدة)! , وأن دم العهــد المقدس الجديد هو دم المسيح! , ويقولون أن التجديد حصل في ماهية دم العهد المقدس وليس في كتاب العهد المقدس , يعني بدلاً من دم العهد القديم (دم حيواني) جاء دم العهد الجديد هو (دم بشري)! , وبدون سفك دم البشر (المسيح) لا تحصل مغفرة! , ومعنى شعيرة جديدة أي فداء أو خلاص جديد بسفك دم المسـيح على الصليب! بدلا من سفك دم ذبائح حيوانية تقليدية كالتي كان يذبحها اليهود! هذا ما يقوله الفكر النصراني , ويقولون أيضا أن الشعيرة الجديدة هي ذبيحة غير محدودة بدلا من الذبائح القديمة المحدودة! التي كانت تُذبح على المذبح اليهودي في البيت عند قدس الأقداس , للأسف هم يزعمون أن العهد الجديد هو شعيرة جديدة! وليس شريعة جديدة وهذه الشعيرة الجديدة هي عبارة عن سفك دم زكي لإنسان بريء لا يعرف خطية يدّعون أنه كيان ذو طبيعتين طبيعة إلهية وطبيعة إنسانية , لاهوت غير محدود يمثل الله! لا يفارق ناسوت محدود يمثل الإنسان , هذا الشخص بهذه التركيبة الثنائية الفريدة! هو ابن الله من ناحية اللاهوت (الكلمة) وابن الإنسان من ناحية الناسوت (الجسد) , هو ابن الله الفادي المخلص الذي يفدي ويُخلّص كل من يؤمن به كفادي ومخلص البشرية بسفك دمه على الصليب من حكم الموت المستوجب على آدم وكل البشر! , وبالتالي فالعهد الجديد في الفكر العبري النصراني معناه دم عهـد مقدس جديد يعني (شعيرة شريعة مقدسـة جديدة) وليس عهـد مقدس جديد! (شـريعة مقدسة جديدة)! , وهذا الفكر يخالف ما ورد في الكتاب المقدس العبري ( تثنية 18-18 + إرميا 31-31 + عبرانيين 8-8 ) بأن العهد الجديد المقصود به شريعة جديدة وليس شعيرة جديدة!.
يقولون أن الكتاب العبري يقول أن :
العهد القديم : هو التوراة
العهد الجديد : هو الإنجيل!

2- العهد في الفكر البشري ( العربي )

أ - العربي الســنّي :

السنّة الموحدين يقولون أن معنى لفظ العهد الجديد الوارد في نص إرميا 31-31 معناه كتاب عهد مقدس جديد يعني (كتاب شريعة مقدسة جديدة) وليس دم عهد مقدس جديد (شعيرة شريعة مقدسة جديدة) , وأن كتاب العهد المقدس الجديد (كتاب الشريعة المقدسة الجديد) هو كتاب القرآن! , ويقولون أن التجديد حصل في كتاب العهد المقدس (كتاب الشريعة المقدسة) وليس في دم العهد المقدس (شعيرة الشريعة المقدسة) , يعني بدلاً من كتاب العهد القديم (كتاب التوراة) جاء كتاب العهد الجديد (كتاب القرآن)!ويستدلون في ذلك بالنصوص التي وردت في التوراة وأهمها ( تثنية 18-18 ) وفي النبوءات وأهمها ( إرميا 31-31 ) كلها تنفي ما تدّعيه المسيحية بأن المقصود بلفظ عهداً جديداً الذي ورد في النص هو ذبيحة جديدة! , لأن الله قال : ها أيام تأتي ( وأقطع مع بيت إسرائيل ومع بيت يهوذا عهداً جديداً ) ولم يقل ( وأقدم عن بيت إسرائيل وعن بيت يهوذا دماً جديداً )! , فهناك فرق بين ( قطع العهد ) و ( تقديم الدم ) , القطع يتعلق بإبرام معاهدة عبارة عن كلمات مكتوبة اتفق عليها الطرفان , أما التقديم يتعلق بمبادرة مزعومة قام بها الله تتمثل في أنه قدم ابنه المتجسد! لسفك دم جسد الابن على الصليب عوضاً عن البشرية! (ويبقى كده خلص بحقه , حقق عدله بتنفيذ حكم الموت وفي نفس الوقت رحمته موجوده رحم البشرية من الموت!) , علما بأن الله تعالى قال في نبوءة إرميا 31-31 أقطع ولم يقل أُقدم! , أي أن الله وعد على لسان النبي إرميا بأن يقطع مع بني إسرائيل عهداً جديداً أي كلمات شريعة جديدة عربية ستُكتب على قلوبهم وتُحفظ في صدورهم , ليس كالعهد (كالشريعة) القديم العبري الذي كُتب على لوحي حجر! وحُفظ في تابوت خشب! , لذلك قارئ القرآن قد يظن أن القرآن نزل لبني إسرائيل من كثرة الآيات التي تتحدث عنهم وعن تاريخهم وعن هدايتهم , فلا غرابة في أن يكون لهم نصيب الأسد في القرآن الكريم لأن الله أوفى بوعده (تثنية 18-18) بأن يقيم لهم نبي من وسط اخوتهم العرب مشرّع مثل موسى يأـي بشريعة جديدة اسمه محمد ص , ويقطع معهم عهداً جديداً على يد ذلك النبي كما جاء في (ارميا 31-31) ليس كالعهد الذي قطعه معهم في سيناء لكن هذه المرة بلسان عربي مبين هو القرآن , وبالفعل قد جائهم رسول الله على فترة من الرسل ليبين لهم مما كانوا يخفون من الكتاب

باختصار : هناك عهد مقدس و دم مقدس وفرق شاسع بين العهد المقدس و الدم المقدس , العهد المقدس عبارة عن شريعة أما الدم المقدس عبارة عن شعيرة , فعندما يقول الله تعالى على لسان النبي ارميا 31- 31 وأقطع مع بيت إسرائيل ومع بيت يهوذا عهدا جديدا , فلابد أن يكون هذا العهد الجديد المقصود به إما عهد مقدس ( شريعة ) أو دم مقدس ( شعيرة ) , الكتاب المقدس العبري يفسر نفسه بنفسه والإجابة موجودة في النص التالي (ارميا 31-33) وليس بعيداً , إذ يُعلن الرب عن ماهية هذا العهد ويقول ( أجعل شريعتي في داخلهم وأكتبها على قلوبهم ) إذن قصد الله واضح هو شريعة , بل وأكد على ذلك بولس في (عبرانيين 8-10) حيث قال ( اجعل نواميسي في اذهانهم و اكتبها على قلوبهم ) , وبالتالي لا مجال للشك في أن العهد الجديد المنتظر الوارد في النص سيكون ( شريعة ناموس جديدة ) وليس ( شعيرة دم جديدة! ) , قال أجعل شريعتي في داخلهم ولم يقل أجعل شعيرتي في المسيح! , ربنا سيجعلها أي سيحفظها في داخلهم ( أي في صدورهم ) وليس في داخل تابوت خشب! , وسيكتبها على قلوبهم ( نفوسهم ) وليس على لوحي حجر! , فنفهم من ذلك أن طريقة كتابة وحفظ العهد الجديد العربي تختلف عن طريقة كتابة وحفظ العهد القديم العبري , كتاب العهد المقدس التوراة كان مكتوب على لوحي حجر ومحفوظ في تابوت العهد لذلك طالته أيدي التحريف , أما كتاب العهد المقدس القرآن كان ومازال مكتوب على قلوب المؤمنين ومحفوظ في صدورهم لذلك لم تطاله أيدي التحريف

يقولون أن الكتاب العبري يقول أن :
العهد القديم : هو التوراة
العهد الجديد : هو القرآن

ب- العربي الشيعي :

يقولون كما يؤمن أهل السـنّة بأن العهد الجديد المقصود به شريعة جديدة وليس ذبيحة جديدة! , والشريعة الجديدة هي القرآن

الخاتمة

في النهاية : بفضل الله تعالى وتوفيقه قدم موقع نسل إبراهيم في هذا البحث محتوى مبسط يتضمن الإجابة على السؤال المطروح عنوان البحث وهو : ما هو العهد في الفكر البشري؟ , هذا فإن أصبت فمن الله تعالى وان أخطأت فمن نفسي والشيطان , وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

تم بحمد الله تعالى
author-img
باحث ومفكر إسلامي, مصري الجنسية, عمري فوق الستون عاماً, محب للتدوين, مهتم بالبحث والفكر المعاصر, هدفي الوحيد في الحياة هو الدعوة إلى التوحيد الحقيقي بهدف نصرة الدين (بسبب الهجمة الشرسة على الإسلام),من خلال تقديم أبحاث سليمة ذات محتوى ديني تعتمد في أدلتها على الكتب المقدسة قبل آراء المفسرين!, عسى أن تتحقق الوحدة الدينية الإسلامية ويتحقق الأمن والسلام العالمي, بإذن الله تعالى .. آمين

تعليقات