- -

القائمة الرئيسية

الصفحات

تنويه : هذا الموقع هو موقع ديني في مجمله يقدم أبحاث ذات محتوى ديني عن نسل إبراهيم، يعبر فقط عن وجهة نظر الكاتب كباحث ومفكر إسلامي ولا يُعبر بالضرورة عما توصل له العلم الشرعي، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر نســل إبراهيم = ( فرع إسـحاق + فرع إسماعيل ) ----------- مدير الموقع : رمضان مطاوع 

  يقدم موقع نسل إبراهيم للتوحيد الحقيقي في هذا البحث محتوى ديني مبسط عن : البيت المقدس المركزي , يتضمن إجابة في الصميم على أي سؤال يُطرح حول الموضوع


البيت المقدس المركزي

https://descendantsabrahams.blogspot.com/2025/10/central-holy-house.html

مقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم
في البداية : بإذن الله تعالى وتوفيقه يقدم موقع نسل إبراهيم للتوحيد الحقيقي في هذا البحث محتوى مبسط عن : أول بيت وضع للناس ، أولا في الماضي ، ثانيا في الحاضر ، ثالثا في المستقبل , والله ولي التوفيق

البيت المقدس المركزي
البيت المقدس المركزي



أول بيت وُضِعَ للناس :

في الأصل : البيت المقدس المركزي ( الكعبة ) هو قبلة المسلمين في كل زمان ومكان

أولا - في الماضي

1- كان : قبلة المسلمين في زمن كتاب عهد آدم ص

البيت المقدس المركزي ( الكعبة ) كان قبلة المسلمين في زمن شريعة النبي آدم ص







2- كان : قبلة المسلمين في زمن كتاب عهد نوح ص

البيت المقدس المركزي ( الكعبة ) كان قبلة المسلمين في زمن شريعة النبي نوح ص

يقول تعالى :
• رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28) , البيت الحرام هو البيت الروحي المقدس وأي نبي من الأنبياء قطعاً بيت الله الحرام هو بيته ضمنياً لأنه خليفة الله , الأنبياء ممثلين عن الله في الأرض يعني ينوبوا عن الله ( في حدود قدرتهم البشرية ) في النظام الروحي لهداية البشرية , ولا يُفهم من ذلك أني بقول عليهم أنهم آلهة والعياذ بالله!! .. وبالطبع أهل الله وخاصته هم أهل بيته وأولياؤه , هؤلاء أيضاً أهل النبي وخاصته يعني رعيته هم أهل بيته وأولياؤه ضمنياً لأن النبي ( أي نبي ) خليفة الله هو الإمام الراعي المسؤول عن رعيته , يعني جميع مقدسات الله هي مقدسات الخلفاء ( أي الأنبياء ) , حتى النبي محمد ص يقول : يا أيها الناس اني تركت فيكم من إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي" , هنا العترة أو القرابة هي العترة أو القرابة الروحية ( المتقين ) وليس العترة أو القرابة المادية .. وحتماً العترة الروحية تتضمن العترة أو القرابة المادية ( عشيرته ) بالتضمن






3- كان : قبلة المسلمين في زمن كتاب عهد إبراهيم ص

البيت المقدس المركزي ( الكعبة ) كان قبلة المسلمين في زمن شريعة النبي إبراهيم ص
• قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أهل الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ (73)
الله بيخاطب أهل بيته الروحي المركزي في كوكب الأرض, وأولياؤه المتقين في أي زمان ومكان بصرف النظر عن طبيعة وماهية البيوت المادية التي يسكنونها , ثم إن لم يكن إبراهيم ع وأهل بيته المادي أي أفراد أسرته زوجاته وولده إسماعيل والذين اتبعوهم أهل البيت الحرام وأولياؤه المتقين .. فمن؟! .. مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67) إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (68)
بالنسبة لإبراهيم ع : إن لم يكن قرابته المادية على رأس قرابته الروحية .. فمن؟!
وكذلك بالنسبة لمحمد ص اللي أولى الناس بإبراهيم إن لم يكن قرابته المادية على رأس قرابته الروحية .. فمن؟!

• إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ (96) فِيهِ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آَمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (97) , هذا البيت الطاهر من الأرجاس على يد أهله وأولياؤه المتقين إبراهيم وأزواجه وولده إسماعيل هو الذي يقتضي تطهير أهله من الأرجاس (جمع رجس) على مر العصور والأزمنة
• جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلَائِدَ ....................................... الآية (97) المائدة


ما هية البيت الذي ذُكر في كتاب الله
هو أول بيت وُضع للناس من قبل الله الواحد القهار وهو الكعبة ( المسجد الحرام ) , حيث جعله الله قبلة لهم في الأرض وقياما للناس - وعهد إلى إبراهيم وإسماعيل ببناءه وتطهيره للطائفين والعاكفين والركع السجود - وجعل عمارة المساجد دليل الإيمان به والمسجد الحرام أولى بذلك - وأمر إبراهيم بأن يأذن في الناس بالحج لمن استطاع إليه سبيلا فيأتوه رجالا - فمن آمن بالله رب البيت واستجاب لأمره واتخذ ذلك البيت قبلة له وقام فيه وطاف به واعتكف فيه وركع وسجد لله فيه وعمر وحج البيت فهو من أهل البيت هذا المسجد الحرام هو البيت , وهؤلاء الذين آمنوا من الناس هم أهله

فالمراد بلفظ البيت في النصوص الشرعية كتاب أو سنة هو البيت الحرام هو بيت كل نبي والذين آمنوا معه واتبعوه , وليس البيت المادي الذي يسكن فيه النبي ويأكل ويشرب وينام فيه , فأهل البيت المادي هم فقط أسرة النبي أي الزوجة والأولاد , وفرق كبير وهيهات هيهات بين هذا البيت المادي وذاك البيت الروحي من حيث الأهمية والفضائل والمنزلة عند الله , والدليل :
  1. إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ (96) فِيهِ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آَمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (97(
  2. جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلَائِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّه ........... (97)
  3. وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (125)
  4. رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37 )
  5. وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (26)

البيت الحرام هو البيت الروحي لجميع الأنبياء اتخذوه قبلة لهم
الأنبياء والذين آمنوا معهم واتقوا ربهم هم أهل البيت الحرام , حيث اتخذوا هؤلاء الذين آمنوا واتقوا ذلك البيت قبلة لهم مثل أنبيائهم , يطوفون به كما يطوفون أنبيائهم ويعتكفون به ويصلون ويحجون إليه كما يفعل أنبيائهم , فذلك البيت الحرام كما أنه بيت الأنبياء الروحي هو أيضا بمثابة البيت الروحي لكل مؤمن بالله رب البيت واتقاه , وذلك البيت الروحي هو الذي تتلقى فيه نفس كل إنسان مؤمن تقي غذائها الروحي , ولا علاقة له بالبيت المادي الذي تتلقى فيه نفس كل إنسان مؤمن تقي غذاء جسدها المادي
فكل مؤمن تقي يتخذ المسجد مقر عبادته ( مسجده ) فيصلي ويقوم ويعتكف فيه لذلك هو بيته الروحي , كما أنه يتخذ المسكن مقر إقامته ( مسكنه ) فيأكل ويشرب وينام فيه لذلك هو بيته المادي , وإذا داوم والتزم أفراد أسرته بالقيام والاعتكاف معه في مسجده , فهؤلاء أفراد الأسرة هم أهل بيته الروحي إلى جانب أنهم أهل بيته المادي

مقارنة بين البيت الروحي والبيت المادي
الكعبة ( المسجد الحرام )
هو بيت الخالق الروحي المركزي في العالم كله , فالخالق هو رب ذلك البيت وأتباعه ( المؤمنين المتقين ) هم مربوبيه حيث يتولى تربية أنفسهم تربية روحية , الخالق وليهم ( ولي أمرهم ) والمؤمنين المتقين أولياؤه وأولياء ذلك البيت

 

المنزل ( المسكن الحلال )
هو بيت المخلوق المادي ...... , فالإنسان المخلوق هو رب ذلك البيت وأتباعه ( أفراد الأسرة ) هم مربوبيه حيث يتولى تربية أجسادهم تربية مادية , الإنسان وليهم ( ولي أمرهم ) وأفراد الأسرة أولياؤه وأولياء ذلك البيت






4- كان : قبلة المسلمين في زمن كتاب عهد موسى ص

في الأصل : البيت المقدس المركزي ( الكعبة ) هو قبلة المسلمين في كل زمان ومكان
 .. ولكن :
الاستثناء البيت المقدس الفرعي ( الهيكل ) هو قبلة بني إسرائيل ( الشعب العبري ) اتخذوا بيت المقدس في أورشليم القدس البيت الروحي لهم , يعني اتخذوه قبلتهم 
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (143)



تحديد هوية البيت الروحي في العالم المادي
الله س : له بيت روحي مركزي واحد فقط في العالم المادي وهو البيت الطاهر ( الحرام / العتيق ) , وهو رمز لما وراء العالم المادي من بيت روحي أبدي موجود في العالم النوراني وهو ( البيت المعمور ) في عالم الغيب
البيت الروحي المركزي : في الأرض المقدسة ( المسجد الحرام )
البيوت الروحية الفرعية : في جميع بقاع الأرض هي (المساجد العادية )
الكعبة أول بيت روحي وضع للناس في مكة قبل أي بيت روحي آخر تم إنشاءه على كوكب الأرض
إذن الخليفة كبشر يعيش في الأرض : له بيت روحي وبيت مادي , بيت روحي للصلاة , وبيت مادي للسكن
هذا البيت الحرام هو مركز الصلاة في هذا العالم المادي , أي نبي بصفته خليفة الله وولي أمر النظام الروحي في العالم المادي يقدس مقدسات الله ويعظم حرماتها , ومن هذه المقدسات التي يجب أن يعظم حرماتها ( الكتاب + البيت + الأهل ) , لذا كتاب الله كتابه وبيت الله بيته وأهل الله أهله لأنه خليفة الله , والذين يقدسون مقدسات الله ويعظمون حرماتها هم أهل الله وخاصته ( أي أولياءه )
الكتاب المقدس كتاب الله , والبيت المقدس بيت الله , والأهل المقدسون هم أهل الله
وبما أن النبي خليفة الله (ممثل الله) ينوب عنه في الأرض
إذن : كتاب الله كتاب الخليفة , وبيت الله بيت الخليفة , وأهل الله أهل الخليفة
ولذلك : أهل الله وخاصته هم أهل الخليفة وخاصته
المتقين كما هم (أهل/أولياء) الله وخاصته , هم (أهل/أولياء) الخليفة وخاصته , لأنهم أتقياء يقدسون مقدسات الله التي يُقدسها خليفته



المقصود بالبيت ( بيت الخلافة الإلهية :
البيت الحرام هو أول بيت وُضع للناس من قبل الله الواحد القهار في الأرض وهو الكعبة ( المسجد الحرام ) , حيث جعله الله مركز لتوحيد عبادة الصلاة له في هذه الدنيا , جعله الله من حيث القداسة والمنزلة والمكانة عند الله تعالى من الأهمية بمكان , هو قبلة لعباده في الأرض  وقياما للناس - وعهد إلى آدم ببنائه وإلى نوح بتقديسه وإلى إبراهيم وإسماعيل برفع قواعده وتطهيره للطائفين والعاكفين القائمين والركع السجود - وأمر إبراهيم عليه السلام بأن يأذن في الناس بالحج لمن استطاع إليه سبيلا , فالذين آمنوا بالله رب البيت الحرام واتقوه واستجابوا لدعوته بالحج على لسان الخليل إبراهيم فقالوا ( لبيك اللهم لبيك..... ) , واتخذوا ذلك البيت قبلة لهم وطافوا حوله واعتكفوا وأقاموا وركعوا وسجدوا لله فيه وعمروه وحجوا البيت وفعلوا كل هذه الأمور , فكان كل ولاءهم لله ولخليفته ( محمد ص ) وكان أيضا ولاءهم لبيت الله س يعني بيت خليفته ص ضمنيا وهو المسجد الحرام , عن تقوى منهم لله ولخليفته فهؤلاء هم أولياء البيت يعني أهل البيت , ولا يوجد أي ( كتاب أو بيت ) في الأرض لا روحي ولا مادي يحظى بالطهارة والحرمة والقداسة عند الله س بقدر ما يحظى به ذلك ( القرآن - الكعبة )

فلاشك أن المراد بلفظ البيت في النصوص الشرعية كتاب وسنة هو بيت الله الحرام أي ( الكعبة ) وبيت الله الحرام هو بيت جميع الأنبياء ضمنياً لأن النبي هو خليفة الله
والحقيقة التي لا يُنكرها أحد أن بيت الله هو بيت خليفته كما أن كتاب الله هو كتاب خليفته
وكما أن المؤمنين المتقين أهل القرآن : هم (أهل/أولياءالله وخاصته - أيضاً - هم (أهل/أولياءالنبي وخاصته
إذن الكعبة هي قبلة المؤمنين بالله أي الأنبياء والذين آمنوا معهم واتقوا الله واتبعوهم من بين سكان الأرض , وليس المراد بلفظ البيت أي بيت مادي للسكن من بيوت الناس التي يسكنون فيها سواء أنبياء أو غيرهم!! , البيت المادي ( الحجرات ) الذي يسكن فيه النبي ويأكل ويشرب وينام فيه ليس بالطهارة والحرمة والقداسة عند الله من البيت الروحي ( الكعبة ) الذي كان ومازال أول بيت وضعه الله للناس للعبادة ليكون مركز ورمزً لتوحيد العبادة لله , والدليل أن الله تعالى دعا الناس ليولوا وجوههم شطره ودعاهم ليحجوا إليه بحسب استطاعة كل إنسان , هذا هو البيت المقصود في النصوص الشرعية كتاب أو سنة


مقدسات الله ( الكتاب - البيت - الأهل )
بما أن الله استخلف آدم وأنزل عليه الكتاب للناس ووضع له البيت في الأرض , يبقى الكتاب كتاب الله والبيت بيت الله والأهل أهل الله
وبما أن الله استخلف آدم في الأرض يبقى جميع مقدسات الله الروحية انتقلت ضمنيا وصارت مقدسات آدم
يعني كتاب الله هو كتاب آدم وبيت الله هو بيت آدم وأهل الله هم أهل آدم , لا فرق بين مقدسات الله ومقدسات آدم هي هي نفس المقدسات لأن الله استخلف آدم لينوب عنه فيها

فكـما يتحدث الله عن مقدساته ويقول على الكتاب أنه كتابي ويقول على البيت انه بيتي ويقول على الأهل أنهم أهلي
كذلك وبعد تعهد آدم بحمل الأمانة أي بعد الاستخلاف كذلك يتحدث آدم عن مقدسات الله باعتبارها مقدساته
كذلك يتحدث آدم عن مقدسات الله باعتبارها مقدساته فيقول على كتاب الله كتابي ويقول على بيت الله بيتي ويقول على أهل الله أهلي
يعني كل مقدسات الله التي هي فعلاً مقدساته من حيث الذات , أيضا آدم ينسبها لنفسه من حيث المعنى

ملحوظة هامة : هؤلاء الأهل هم المؤمنين المتقين وعلى رأسهم الأنبياء , ثم يليهم جميع الصحابة اللي نالوا رضوان الله فهم (أهل/أولياء) الله وخاصته

الآن :
أين حجرات النبي من هذا الكلام؟؟ , بمعنى أين قداسة ومكانة ومنزلة بيوت النبي ( مساكن النبي ) التي كان يسكنها مع زوجاته من هذا الكلام؟!
بيوت النبي المادية ( الحجرات ) شيء أدنى وأهلها (أولياؤها) هم فقط أفراد أسرة النبي أي كل زوجة وأولادها هم خاصته وأهله من الناحية المادية , إلى جانب أنهم أهله وخاصته وأهل كتابه وأهل بيته الروحي من الناحية الروحية
فرق كبير وهيهات هيهات بين النظام الروحي في التصميم الذكي وبين النظام المادي :
1- البيت الروحيالكعبة هي بيت النبي يعني المسجد الذي يسكن فيه ويغذي فيه نفسه روحيا هو و أهل (أولياء) بيته جميع المتقين
2- البيت المادي : الحجرات هي بيوت النبي يعني المنزل الذي يسكن فيه ويغذي فيه جسده ماديا هو و أهل (أولياء) بيته زوجاته وأولاده

حتى المسجد النبوي هو البيت الثاني الذي يلي البيت الحرام من البيوت الروحية في النظام الروحي , ومساكن النبي هي بيوت من البيوت المادية التي يسكنها النبي وأفراد أسرته في النظام المادي
ولا المسجد النبوي ولا أي مسكن من مساكن النبي هو المراد في آية التطهير , ولكن المسجد الحرام أي البيت المركزي الروحي فبلة الناس كافة هو المقصود في آية التطهير
البيت المركزي الروحي أي الكعبة من حيث القداسة والحرمة والفضل والمنزلة هو أولى عند الله وخليفته من أي بيت روحي آخر بما في ذلك المسجد النبوي وبيت المقدس , فأين قداسة وحرمة وفضل ومنزلة بيوت البشر المادية سواء كانوا أنبياء أو أتقياء أو مؤمنين فقط أو ناس عاديين؟!!

التغيير صعب بل مستحيل .. لكن لابد من إظهار الحقيقة حيثما كانت ومتى وجدت





ثانيا - في الحاضر

5- الآن : قبلة المسلمين في زمن كتاب عهد محمد ص
البيت المقدس المركزي ( الكعبة ) لا يزال قبلة المسلمين في زمن العهد المقدس الجديد
الكعبة هي بيت الله الحرام , وهي بيت العهد الفرعي الخامس , عهد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم , وهو العهد الجديد الناسخ في العصر الحاضر أي اعتباراً من بداية القرن السابع الميلادي وحتى قيام الساعة ,  




إردة التطهير لأهل البيت المطهر

وطالما هذا اعتراف صريح من علماء الشيعة بأن لفظ البيت الوارد في آية التطهير هو بيت الله الحرام وليس بيوت النبي
إذ يقول تعالى ( ...... 
إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ...... )

إذن .. أين الإشكال ؟

الإشكال في جهل بعض الناس بعلوم القرآن الروحية وبأن هناك نظام تربوي روحي :

  • في هذا النظام التربوي الروحي بيت روحي حقيقي هو الكعبة بيت التربية الروحية , إلى جانب البيوت الروحية المجازية هي المساجد
  • وفي هذا النظام التربوي الروحي رب مطلق حقيقي هو الله سبحانه وتعالى (رب البيت) كنيته أبو الأنبياء و الأنبياء كنيتهم أبناء الله
  • وفي هذا النظام التربوي الروحي أرباب نسبيين حقيقيين هم الأنبياء عليهم السلام (أرباب البيت) كنيتهم آباء المؤمنين و المؤمنين أبناء الأنبياء
  • وفي هذا النظام التربوي الروحي أرباب نسبيين مجازيين هم الصحابة رضي الله عنهم أرباب البيت كنيتهم آباء المؤمنين والمؤمنين كنيتهم أبناء الصحابة

لكن : هذا النوع الأخير من العلاقة الروحية المجازية في هذا النظام الروحي هو المرفوض شرعا وليس بالأولوية من العلاقات الروحية الحقيقية .. بدليل قوله تعالى النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ ۖ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ۗ  )

كثيرا من الناس لا يرون هذا النظام التربوي الروحي مما جعلهم يتمسكون ويتشبسون بأن كُنية الأب لا يُكنى بها إلا الوالد فقط , وأن كُنية الأم لا يُكنى بها إلا الوالدة فقط , وأن كُنية الابن لا يُكنى بها إلا الولد فقط , بمعنى أن هذه الكُنيات لا يُكنى بها إلا أصحاب الروابط المادية حصراً دون أن يُكنى بها أصحاب الروابط الروحية , كالله 
والأنبياء والصحابة 
والمؤمنين , يعني الناس حصراً :

·         لا تطلق كُنية الأب إلا على الوالد فقط لا غير! , وتجهل أن هناك أبوة روحية!

·         لا تطلق كُنية الأم إلا على الوالدة فقط لا غير! , وتجهل أن هناك أمومة روحية!

·         لا تطلق كُنية الابن إلا على الولد فقط لا غير! , وتجهل أن هناك بنوة روحية!


وهنا الإشكال!!

علما بأن المتدبر للنصوص الشرعية في كلا العهدين المقدسين القديم ( التوراة ) والجديد ( القرآن ) يجد وبكل وضوح أن هناك نظام تربوي روحي أهم من النظام التربوي المادي , حيث يجد فيه أن الله س بيته الروحي واحد وهو الكعبة , وهو أي الله أبو الأنبياء جميعاً بلا استثناء , ولكن أبوته هذه أبوة روحية حقيقية مطلقة وجميع الأنبياء بلا استثناء هم أبناء الله ولكن بنوتهم لله بنوة روحية حقيقية
والمتدبر أيضاً لكلام الله في كتابه المقدس سواء التوراة أو القرآن يجد أن الأنبياء جميعا يجمعهم بيت روحي واحد هو ( الكعبة ( بيت الله الحرام لأنهم خلفاء الله أئمة الناس , وبما أنهم خلفاء الله إذن هم آباء لجميع المؤمنين ولكن أبوتهم أبوة روحية حقيقية نسبية بلا استثناء وجميع المؤمنين أبناء الأنبياء ولكن بنوتهم بنوة روحية
يقول تعالى : مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (40)
لكن : حرف استدراك ينفي ما قبله ويُثبت ما بعده ,أي ينفي الأبوة المادية ويُثبت الأبوة الروحية

مثلا :
في العهد القديم الهيكل هو بيت التربية الروحي المؤقت لنسل إسحاق ( بني إسرائيل ) , واللاويين هم السبط (أي الجماعة) المسئول عن الكهنوت في بيت المقدس

·    سفر التكوين : الإصحاح 28 ومنه العدد 17 وخاف يعقوب و قال ما ارهب هذا المكان ما هذا الا بيت الله و هذا باب السماء

·    سفر الجامعة : 5: 1 احفظ قدمك حين تذهب الى بيت الله فالاستماع اقرب من تقديم ذبيحة الجهّال لأنهم لا يبالون بفعل الشر

·    سفر الأخبار الأول : 6: 10 و يوحانان ولد عزريا و هو الذي كهن في البيت الذي بناه سليمان في اورشليم

·    سفر حجي : 1: 4 هل الوقت لكم انتم ان تسكنوا في بيوتكم المغشاة وهذا البيت خراب

·    إنجيل متى : 12: 4 كيف دخل بيت الله و اكل خبز التقدمة الذي لم يحل اكله له و لا للذين معه بل للكهنة فقط


البيت المحرم : هو البيت الروحي الطاهر , أما البيت المحلل : هو البيت المادي النجس .. يقول الرب للنبي حزقيال :
 سفر حزقيال : 22: 26 كهنتها أي أورشليم خالفوا شريعتي ونجسوا أقداسي لم يميزوا بين المقدس والمحلل ولم يعلموا الفرق بين النجس والطاهر وحجبوا عيونهم عن سبوتي فتدنست في وسطهم


فكما فعلت الأمة الموسوية (يهود ونصارى) إذ خالفوا شريعة الله (التوراة) ونجسوا أقداسه , ولم يميزوا بين المقدس والمحلل , ولم يعلموا الفرق بين النجس والطاهر

أيضا الآن الأمة المحمدية ( ســـنة وشـــيعة ) إذ خالفوا شريعة الله (القرآن) ونجسوا أقداسه , ولم يميزوا بين المقدس والمحلل , ولم يعلموا الفرق بين النجس والطاهر
فكانت النتيجة سب وشتم ولعن وطعن ليل نهار في أزواج رسول الله ص وفي الصحابة الكرام أهل التقوى بسبب فهم الأمة المحمدية ( سنة وشيعة ) الخاطئ للفظ البيت الوارد في النصوص الشرعية على أنه بيت رسول الله المادي ( أي مسكنه! ) , علما بأن النبي ص عنده بيوت وليس بيت واحد وبيوت النبي ص المادية غير طاهرة من الأرجاس لمعاشرته أزواجه فيها وغير ذلك من الأمور التي لا يستغني عنها البشر , ورسول الله ص قطعا بشر كأي بشر كان يأكل الطعام ويمشي في الأسواق وينام في بيوته ويعاشر زوجاته في بيوتهن , فهذه البيوت ( المساكن ) المادية ليست المقصودة في آية التطهير! , فما بُني على باطل فهو باطل

وهذا اعتراف صريح من أحد علماء الشيعة أنفسهم بأن لفظ البيت الوارد في آية التطهير المراد به ( البيت الحرام )

لكن للأسف .. يتمسك علماء الســنّة بما أجمع عليه السابقون ، صدق رسول الله ص (خاتم النبيين) إذ قال : لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعاً بذراع



الخاتمة

في النهاية : بفضل الله تعالى وتوفيقه قدم موقع نسل إبراهيم للتوحيد الحقيقي في هذا البحث محتوى مبسط عن : أول بيت وضع للناس ، أولا في الماضي ، ثانيا في الحاضر ، ثالثا في المستقبل  , هذا فإن أصبت فمن الله تعالى وان أخطأت فمن نفسي والشيطان , وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين





author-img
باحث ومفكر إسلامي, مصري الجنسية, بالمعاش, محب للتدوين, مهتم بالبحث والفكر المعاصر, هدفي الوحيد في الحياة هو الدعوة إلى التوحيد الحقيقي بهدف نصرة الدين (بسبب الهجمة الشرسة على الإسلام),من خلال تقديم أبحاث سليمة ذات محتوى ديني تعتمد في أدلتها على الكتب المقدسة قبل آراء المفسرين!, عسى أن تتحقق الوحدة الدينية الإسلامية ويتحقق الأمن والسلام العالمي, بإذن الله تعالى .. آمين

تعليقات

بسم الله الرحمن الرحيم
تم بحمد الله تعالى
محتوى البحث