- -

القائمة الرئيسية

الصفحات

تنويه : هذا الموقع هو موقع ديني في مجمله يقدم أبحاث ذات محتوى ديني عن نسل إبراهيم، يعبر فقط عن وجهة نظر الكاتب كباحث ومفكر إسلامي ولا يُعبر بالضرورة عما توصل له العلم الشرعي، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر نســل إبراهيم = ( فرع إسـحاق + فرع إسماعيل ) ----------- مدير الموقع : رمضان مطاوع 

العلاقة بين العهود الإسلامية

بسم الله الرحمن الرحيم

  يقدم موقع نسل إبراهيم للتوحيد الحقيقي في هذا البحث محتوى ديني مبسط عن : العلاقة بين العهود الإسلامية , يتضمن إجابة في الصميم على السؤال المطروح في العنوان الرئيسي




العلاقة بين العهود الإسلامية المقدسة

The relationship between Islamic covenants


مقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

في البداية : بإذن الله تعالى وتوفيقه يقدم موقع نسل إبراهيم للتوحيد الحقيقي في هذا البحث محتوى مبسط عبارة عن : العلاقة بين العهود الإسلامية المقدسة , والله ولي التوفيق

العلاقة بين العهود الإسلامية
العلاقة بين العهود الإسلامية



علاقة العهد الرئيسي الأم بالعهود الفرعية

علاقة الأصل بالفروع هي علاقة وطيدة , ولا ينفك كل منهما عن الآخر إذ لابد أن للفروع  ساق وهو الأصل , ولا يتبرأ الساق الرئيسي من الفروع المنسدلة منه مهما ضلت الفروع وشطحت بعيداً عن أصلها , والله سبحانه وتعالى هو الإله الحق الواجب الوجود لكل من عالم الغيب وعالم الشهادة , وهو الخالق سبحانه لكل البشر وليس فئة دون أخرى , وهو سبحانه هو الذي خلق الإنسان للعبادة واستخلفه في الأرض , وهو الذي يعمل على هداية خلقة وتنظيم شئون حياتهم في كل زمان ومكان , ولا يتحيز بهدايته لفئة من الناس دون فئة أخرى , لكن للأسف الشديد عندما يخرج الفرع من الأصل ويتقوى ويشتد عوده وينمو ويكبر ثم يشطح بعيداً عن أصله فيرى نفسه أنه الأصل , ويبدأ يطعن في الأصل ( الساق ) ويظن أنه هو الأصل وليس فرع!

أو تماماً كالابن العاق لأبوه اللي خلّفه ورباه وعانى كثيراً في تربيته حيث أنه لم يأتي إلى الدنيا إلا من صلب أبوه , لكن للأسف عندما يتقوى ويشتد عود الابن وينمو ويكبر ثم يشطح بعيداً عن أصله فيرى نفسه أنه رب الأسرة , ويبدأ يطعن في الأصل ( أبوه ) ويظن أنه هو رب الأسرة وليس أبوه!

وكذلك للأسف الشديد هكذا تفعل الديانة اليهودية والمسيحية وبعض الديانات الأخرى تجاه الإسلام! , كالابن تماماً الذي يتبرأ من أبوه ومع ذلك فأن الأب لا يتبرأ من ابنه ولا يتخلى عنه مهما فعل لأنه من صلبه , فيعمل الأب دائماً على هداية ابنه ويصبر عليه ويتحمل أذاه حتى يعود لصوابه , ومع أن الإسلام هو الساق الأصلي الذي خرجت منه هذه الديانات وانحرفت وضلت عن مسار الإسلام الحقيقي الصحيح , للأسف الله سبحانه وتعالى ( في نظر كل من الديانتين اليهودية والمسيحية! ) إله عنصري! متحيز أهمل كل البشر وتركهم ليعيشوا هكذا كالحيوانات والوحوش وتركهم بغير هداية ولا كتاب منير , واختار قبيلة واحدة فقط هي قبيلة بني إسرائيل ( شعب الله المختار! ) ليجعل فيها النبوة والرسالة وينزل فيها الكتب المقدسة دون غيرها!
ثم تنبه هذا الإله أخيرا والعياذ بالله! , ولكن بعد مرور 4000 سنه من خلق آدم أبو البشر إلى سوء هذا التصرف , فسمح لبقية البشر أن يؤمنوا بالمسيح الذي لم يرسله إلا لخراف بيت إسرائيل الضالة , أما أن يرسل الله الهداية لبقية الأمم الأخرى فهذا لا يجوز عند المسيحية , فهم يعتبرون أن كل الأديان أديان وثنية ما عدا اليهودية والمسيحية , وللأسف هذه الفكرة الخاطئة يؤمن بها بعض المسلمين! , حيث يعتبرون أن الديانات السماوية ثلاثة فقط وهي اليهودية والمسيحية والإسلام , أما الأديان الأخرى فهي أديان وضعية وضعها الناس وليس لها مصدر سماوي !





العهد الخامس : يعارض فكرة اليهودية والمسيحية

القرآن الكريم يعارض هذه الفكرة الخاطئة حيث يقول تعالى :
  • إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ (24)
  • وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ................... @
  • وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ فَإِذَا جَاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (47)
  • وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ (7)
  • وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ (23)
  • تَاللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (63)
  • وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ (34)
  • ............ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ ................ @
  • وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الْآَخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلَا تَعْقِلُونَ (109)

وذكر القرآن الكريم بعضا من هذه الديانات على سبيل المثال حيث يقول تعالى :
  • إِنَّ ( الَّذِينَ آَمَنُوا - وَالَّذِينَ هَادُوا - وَالنَّصَارَى - وَالصَّابِئِينَ ) مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) - في هذه الآية ( 4 ) فئات الدين الإسلامي وثلاثة ديانات أخرى
  • إِنَّ : ( الَّذِينَ آَمَنُوا - وَالَّذِينَ هَادُوا - وَالصَّابِئِينَ - وَالنَّصَارَى - وَالْمَجُوسَ - وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ) إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (17) - وفي هذه الآية ( 6 ) فئات الدين الإسلامي وخمس ديانات أخرى
وكل فئة من هذه الفئات من الناس (عدا الذين آمنوا بالإسلام دين محمد عيه الصلاة والسلام ) تتبع ديانة تختلف تماما عن الديانات الأخرى , وتظن أنها تتبع دين إبراهيم عليه السلام , ولذلك قال تعالى لنبيه المصطفى عليه الصلاة والسلام - قل للمشركين ( لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ) , صحيح كثير من الديانات القديمة الضالة كانت في الأصل سماوية المصدر ( أي دين الله الإسلام ) لكن أصابها التبديل والتحريف , وصارت اليوم تحمل من العقائد ما لم يأتي من عند الله تعالى وما لم ينزل الله به سلطان , لكن هذا لا يعني أنها لم تكن ربانية المصدر , أي أن المصدر واحد ( إله واحد ) وهو الله سبحانه وتعالى , ودينه الحق وهو الإسلام

المسيحية كانت في مصدرها دين الله الإسلام

ولننظر مثلا للديانة المسيحية اليوم التي تؤمن بالتثليث وتؤمن بأن المسيح ابن مريم هو الله تعالى والعياذ بالله !, وتؤمن بأن الله تجسد في جسد إنسان! , وتؤمن بأن البشر ورثوا خطيئة آدم وأنه لا سبيل للنجاة لأحد إلا بالإيمان بالكفارة التي قدمها هذا الإله المتجسد! , والمسلمين عارفين أن كل هذه العقائد باطلة , ولكنهم يؤمنون بأن الديانة المسيحية في مصدرها كانت من عند الله تعالى الواحد إله الإسلام , وعلى هذا لا يمنع أبدا أن تكون الديانة الكنفوشيوسية أو البوذية أو الهندوسية أو الفارسية أو اليهودية أو الإغريفية أو الرومانية أو المسيحية أو غيرها , مما يُقال عنها أنها ديانات وثنية أو ديانات وضعية , أنها كانت في أول أمرها ديانات سماوية حنيفية , وكان مصدرها إله واحد وهو الله سبحانه وتعالى ودينها واحد وهو الإسلام , ولكنها تعرضت للتبديل والتحريف والحذف والإضافة إلى أن تغيرت تغييرا يكاد يكون كاملا عما كانت عليه في أول أمرها

ومن المعروف أن أهل مكة من قريش وكثير من القبائل العربية كانوا يقولون أنهم بيتبعوا دين إبراهيم عليه السلام , ورغم أنهم كانوا مشركين إلا أن ما وصلهم من دين إبراهيم من آلاف السنين قد أصابه التحريف , فلم يكن كله ولكن كان القليل منه أو الكثير لا يزال يحتفظ بصحته ونقائه , بدليل أن الإسلام أقر الكثير من مراسم الحج والعمرة وشعائرهما رغم أن الذين كانوا يقومون بهذه الشعائر كانوا مشركين ( وثنيين )
.
.

الدليل على علاقة القرآن بالديانات الأخرى

إذن فلا غرابة أن يوجد في الأديان التي ذكرناها والتي يُقال عنها أنها وثنية أو وضعية بعض الجمل الصحيحة التي أنزلها الله تعالى , بالتالي لا غرابة أن تتشابه بعض هذه الجمل مع ما جاء في القرآن المجيد , خاصة وأن الله تعالى يقول عن القرآن المجيد ( إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا (163) , ويقول تعالى ( وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ ) أي أن الوحي هذا الذي جاء في القرآن هو أيضا مذكور في كتب السابقين ولكن كان بلغتهم , كما قال تعالى ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )

ومن ظن أن رسول الإسلام عليه الصلاة والسلام قد تأثر مما جاء في كتب الأولين وذكره في القرآن الكريم , فهو ظن باطل عار تماما من الصحة ويجانب الحق , بل ما جاء في كتب الأولين السابقة وتكرر ذكره في الشريعة الخامسة الأخيرة العالمية الكاملة التي جاء بها رسول الإسلام محمد عليه الصلاة والسلام , هو دليل على أن مصدر جميع الشرائع واحد من عند إله واحد خالق جميع البشر يهديهم وينظم شئون حياتهم وهو الله تعالى الواحد الذي لا شريك له , فلما أراد الله تعالى إكمال الدين وإتمام النعمة على البشرية , أكملها وأتمها على يد خاتم النبيين محمد عليه الصلاة والسلام حيث قال تعالى على لسان نبيه (........... الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا .......... ) , ويقول أيضا ( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ....... ) , ويقول أيضا ( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) , وبما أنه أكمل الدين للبشرية في الشريعة الخامسة والأخيرة التي جاء بها رسول الإسلام محمد عليه الصلاة والسلام وأتمم نزول هذه النعمة على يد محمد عليه الصلاة والسلام , فهو بذلك خاتم النبيين بحق لأنه آخر النبيين المشرعين وأكملهم على الإطلاق , ولأنه جاء بكل ما جاء به الأولين في شرائعهم جاء بكل شيء على حقيقته في شريعته الأخيرة ما يهدي به البشرية وينظم شئون حياتهم مستقبلا حتى يوم القيامة
.
.
وأخيرا 
بما أن الأمر كذلك فنحن لا نستبعد أن تكون بعض العبارات التي جاءت في الكتب المقدسة عند بعض الأديان السابقة , قد جاءت أيضا في القرآن المجيد ( مع اختلاف اللغة حسب ألسنة البشر ) , لأن ( اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ) , والله تعالى يقول عن آياته السابقة في أي رسالة ( .......... نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ............ ) , فذلك لا يُنقص من قدر القرآن شيئا أن يحتوي على بعض الآيات التي تماثل آيات سبق نزولها في كتب سابقة أو جاءت في ديانات أخرى , أو يحتوي على إعجاز سبق اكتشافه من قبل أصحاب الديانات السابقة
.
.

الخاتمة

في النهاية : بفضل الله تعالى وتوفيقه قدم موقع نسل إبراهيم للتوحيد الحقيقي في هذا البحث محتوى مبسط عن : العلاقة بين العهود الإسلامية المقدسة , هذا فإن أصبت فمن الله تعالى وان أخطأت فمن نفسي والشيطان , وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين


تم بحمد الله تعالى
أنت الان في اول موضوع
author-img
باحث ومفكر إسلامي, مصري الجنسية, عمري فوق الستون عاماً, محب للتدوين, مهتم بالبحث والفكر المعاصر, هدفي الوحيد في الحياة هو الدعوة إلى التوحيد الحقيقي بهدف نصرة الدين (بسبب الهجمة الشرسة على الإسلام),من خلال تقديم أبحاث سليمة ذات محتوى ديني تعتمد في أدلتها على الكتب المقدسة قبل آراء المفسرين!, عسى أن تتحقق الوحدة الدينية الإسلامية ويتحقق الأمن والسلام العالمي, بإذن الله تعالى .. آمين

تعليقات